responsiveMenu
صيغة PDF شهادة الفهرست
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 468
لِيَتَّخِذَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً سُخْرِيًّا وَرَحْمَتُ رَبِّكَ خَيْرٌ مِمَّا يَجْمَعُونَ [الزخرف: 32]، ومن هنا تعلم أن الذين ينادون بالمساواة المطلقة، كالبلاشفة والشيوعيين وأضرابهم غالون خياليون، كما أنّ الذين يتمسّكون بنظام الطبقات على غير أساس، كالبراهمة وأضرابهم ظالمون معتدون، وأفضل النظم ما قرره الله لعباده وأوصى به الإسلام الحكيم.

[موقف الرسول من المساواة]
ولقد أيّد الرسول صلى الله عليه وسلم هذا المبدأ القويم فى عدة أحاديث من أحاديثه الشريفة نورد لك طرفا منها:
1 - روى الترمذى بسنده عن أبى هريرة رضي الله عنه عن النبى صلى الله عليه وسلم قال:" تعلموا من أنسابكم ما تصلون به أرحامكم، فإنّ صلة الرحم محبة فى الأهل، مثراة فى المال، منسأة فى الأثر" [1] ألا ترى أنه صلى الله عليه وسلم فى هذا الحديث نبه على حكمة الأنساب، وأنها إنما تعرف للتواصل والتراحم والتعارف، لا للتفاخر والتكاثر والتجبر [2].
2 - وروى الإمام أحمد بسنده عن أبى ذر رضي الله عنه أن النبى صلى الله عليه وسلم قال له:" انظر، فإنك لست بخير من أحمر ولا أسود، إلا أن تفضله بتقوى الله" [3].
3 - وروى الطبرانى بسنده عن محمد بن حبيب بن خراش النصرى يحدث عن أبيه

[1] رواه أحمد (3/ 68) والترمذى (1979) وقال: حديث غريب، والحاكم (4/ 178) وصححه، والطبرانى فى" الأوسط" (8308) وفى" الكبير" (18/ 98) وابن أبى الدنيا فى" مكارم الأخلاق" (252) ص 181 عن أبى هريرة رضي الله عنه. وصححه الألبانى فى صحيح الجامع الصغير برقم (2965). ومعنى منسأة فى الأثر: أى زيادة فى العمر، وذلك بأن يبارك الله فيه.
[2] فى هذا الحديث توجيه مهم للمسلمين وهو: بيان فائدة معرفة الأنساب، وأنها تصل الأرحام، وتصل ماضى الأمة بحاضرها، وهذا ما امتازت به أمة الإسلام من بين سائر الأمم، فهى أمة تميزت بأنها أمة الإسناد، فقلّ أن تجد عالما يحدث بحديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم دون أن يسوق السند، وعمّن أخذ العلم من الشيوخ، ومن أجازه منهم. ولكن انقطعت صلة الأمة الآن بالإسناد، بل رأينا بدعة جديدة يراد لها أن تنتشر وهى: بدعة اختصار الاسم إلى ثلاثى، حتى قلّ فينا من يعرف اسمه رباعيّا أو خماسيّا، فضلا عمّن يعرف بقية نسبه!
[3] رواه أحمد (6/ 198) عن أبى ذر رضي الله عنه، وقال محققوا المسند: صحيح لغيره، انظر:" المسند" (35/ 321) برقم (21407)، وصححه الألبانى فى صحيح الجامع الصغير (1505).
اسم الکتاب : نظرات في كتاب الله المؤلف : حسن البنا    الجزء : 1  صفحة : 468
   ««الصفحة الأولى    «الصفحة السابقة
   الجزء :
الصفحة التالیة»    الصفحة الأخيرة»»   
   ««اول    «قبلی
   الجزء :
بعدی»    آخر»»   
صيغة PDF شهادة الفهرست